
كلمة السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، بمناسبة اليوم البرلماني حول " إسهامات المرأة في ترسيخ قيم حفظ السلم والأمن الدوليين: نضالات المرأة الجزائرية في ثورة التحرير نموذجا"
04 مارس 2024 / نشاطات الرئيس, الثقافة البرلمانية, آخر الأحداث.
كلمة
السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة،
بمناسبة اليوم البرلماني حول
" إسهامات المرأة في ترسيخ قيم حفظ السلم والأمن الدوليين: نضالات المرأة الجزائرية في ثورة التحرير نموذجا"
(ألقاها نيابة عنه السيد محمد رضا أوسهلة،
نائب رئيس مجلس الأمة)
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السيدات والسادة أعضاء الحكومة،
ضيوفنا الكرام مع حفظ الأسماء والصفات،
أسرة الصحافة،
ضيوفنا الكرام،
أتشرف اليوم، في هذه السانحة البرلمانية، أن أتولى قراءة كلمة السيد رئيس مجلس الأمة الموقر، المجاهد صالح قوجيل، وبحضوره معنا ضمن أشغال هذا اليوم البرلماني الموسوم،
"إسهامات المرأة في ترسيخ قيم السلم والأمن الدوليين: المرأة الجزائرية في ثورة التحرير نموذجا".
أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
يشهد العالم هذه السنة إحياء الذكرى الرابعة والعشرون للقرار 1325 الصادر سنة 2000 عن مجلس الأمن للأمم المتحدة والمتعلق بالمرأة، السلم والأمن، وهي سانحة ذات دلالة مميزة، لإبراز دور المرأة الجزائرية في مسار بناء الجزائر بين الأمس واليوم.
كما تعد أيضا فرصة لتجديد حرص بلادنا على التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وكذا تجديد دعمنا الثابت للدور الذي يجب أن تضطلع به هذه المنظمة، وكذلك لإستعراض الانجازات التي تم تحقيقها والتحديات التي تعترض سبيل تجسيد هذه المثل العليا عمليا، في ظل واقع دولي يتحول بشكل مستمر ويعيش وضعا مضطربا...
أكثر من ذلك، ما يشهده العالم حاليا يعد مناقضا بشكل مطلق لمقاصد الميثاق الأممي بالنظر لما تعانيه اليوم، كل من المرأة الفلسطينية في غزة جراء العدوان الهمجي للإحتلال الإسرائيلي، وكذلك المرأة الصحراوية نتيجة إستمرار الاحتلال المغربي في قمع المناضلات الصحراويات خلال المظاهرات السلمية المطالبة بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.
أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
وعلى ذكر المنظمة الأممية، فإن الجزائر التي تم إنتخابها بجدارة وإستحقاق لشغل منصب عضو غير دائم بمجلس الأمن للأمم المتحدة خلال الفترة 2024-2025، وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تعتزم إدراج موضوع "المرأة والسلم والأمن" كأحد الأولويات التي ستصبو الى تحقيقها، وستساهم بلا هوادة خلال فترة عضويتها بمجلس الأمن في تعزيز دور ومكانة المرأة في مجالي السلم والأمن، وهذا بالنظر الى الدور الرئيسي للمرأة التي تشكل مصب تطلعات شعوب المعمورة في السلم والأمن والاستقرار والتنمية.
بالإضافة إلى ذلك، ينطلق حرص وإهتمام الجزائر بهذا الموضوع من التجارب الخاصة التي مرت بها عبر مختلف المحطات التاريخية في سعيها الدائم كدولة مصدرة للسلم والإستقرار وتضع هذه المفاهيم ضمن المبادئ الأساسية لسياستها الخارجية، وعلى هذا الأساس، تندرج جهودنا الرامية لتعزيز دور المرأة في السلم والأمن وكافة المجالات الأخرى على المستويات الوطنية والقارية والدولية وفقا لمقتضيات القرار1325، و بما يتكيف مع التحولات الجيوسياسية العالمية الراهنة، التي شكّلت عامل دفع للدبلوماسية الجزائرية، بغرض ضمان المكانة التي تليق بمقام الجزائر تحت القيادة المتبصرة والحكيمة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وفق مبادئها ومواقفها واستقلالية قرارها في سياق دولي متحول تحكمه التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والأمنية، وبخاصة في مجال الطاقة، الذي باتت الجزائر تعد من الفواعل الأساسية ضمن المعادلة الطاقوية العالمية، و لعل إحتضانها مؤخرا، القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز لخير دليل على ذلك.
أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
في إطار الوفاء لتاريخ الجزائر العريق الذي دونت فيه المرأة الجزائرية مساهمتها البارزة بأحرف من ذهب، ونحن نعيش سنة إحياء الذكرى ال70 للثورة التحريرية شهر نوفمبر القادم إن شاء الله، نستذكر بالمناسبة وبكل فخر و إعتزاز ملحمات المرأة الجزائرية التي كافحت الاستعمار وصنعت أمجادا يُضرب بها المثل جهويا وقاريا ودوليا ،و لعل استحضارنا للتاريخ في هذا الجانب، يعد متناغما مع التوجه الذي أقره السيد رئيس الجمهورية بشان صون موضوع الذاكرة،حينما أقر بمناسبة الذكرى الـ 75 لمجازر 8 ماي1945 ترسيم اليوم الوطني للذاكرة الموافق للثامن 8 مايو من كل سنة، حيث تحتفل به بلادنا لإحياء الذاكرة الوطنية وتخليدا لمجازر 8 ماي 1945، ذلك ما يساهم بلا شك في الحفاظ على الذاكرة الوطنية التي تعتبر صمام أمان وحدتنا الوطنية.
وفي هذا الباب، أقول، إنه من واجبنا التذكير والتنويه بنضال المرأة الجزائرية الذي تواصل فيما بعد عندما شاركت، متشبعة بقيم ومبادئ ومعالم ثورة نوفمبر المجيدة ومجندة بكل ما ورثته من أولئك البطلات المجاهدات، في تشييد البلاد بعد الإستقلال ...
كما ساهمت في مكافحة الإرهاب الهمجي في خضم العشرية السوداء، دافعة بذلك الغالي والنفيس، في سبيل إعلاء راية الدولة الجزائرية القوية بهيئاتها الجمهورية والغيورة على سيادتها الوطنية، منتزعة على كل المستويات وبكل جدارة وإقتدار، المكانة المرموقة للمرأة داخل المجتمع كاملة غير منقوصة، لتشارك في كتابة تاريخ بلادنا العريق، سابقه، راهنه وقادمه.
لا يفوتني بهذه السانحة الميمونة ونحن على أيام قلّة من الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة الذي يُصادف الثامن مارس من كلّ سنة، أن أثمن عاليا تلك الخطوات والأشواط التي قطعتها بلادنا بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون على طريق التمكين للمرأة سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا بما يليق بمكانتها في المجتمع ويدعم ترقية حقوقها وتوسيع حظوظ تمثيلها في المجالس المنتخبة، بموجب التعديل الدستوري للفاتح من نوفمبر 2020، الذي بادر به رئيس الجمهورية، وتنفيذا لالتزاماته الـ 54، والتي يتصدرها تمكين المرأة سياسيا ودعم انخراطها اجتماعيا واقتصاديا، فضلا عن تعزيز آليات حمايتها من جميع أشكال العنف بموجب منظومة تشريعية تتماشى وثوابتنا الوطنية وتتوافق والتزاماتنا الدولية، وهو ما من شأنه تعزيز قدراتها ومجهودها في الجهد الوطني للتنمية المستدامة؛ وذلك من خلال سياسات عمومية وتشريعات وطنية حصيفة كرّست مبدأ المناصفة، وتكافؤ الفرص، والمساواة في الواجبات والحقوق، وأولوية تأهيل المورد البشري، فهي مثلما خاطبها به رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون بمناسبة عيدها العالمي في السنة الماضية "عماد مسيرة الجزائر الجديدة نحو الاستثمار في الإنسان، وفي الكفاءة والتميّز، ونحو التأسيس لثقافة النزاهة وقيم العمل، ونبذ كلّ أشكال الفساد في عهد جديد، لا ولاء فيه إلاّ للجزائر، ولا غاية تعلو فيه فوق خدمة الشعب، والوفاء لآماله وتطلعاته".
ويجسد مخطط عمل الحكومة من جهته هذه الرؤية المستمدة من برنامج رئيس الجمهورية، من خلال إدراج محور كامل يعنى بحماية وترقية المرأة وتحقيق التناصف في مختلف المجالات.
كما يروق لي هنا أيضًا أن أقتبس من البيان الذي أصدره مكتب مجلس الأمة بالأمس حول نجاح القمة السابعة لمنتدى رؤساء دول وحكومات البلدان المصدرة للغاز الملتئمة ببلادنا وهو "في واقع الأمر نجاح أضحى ملتصقاً بمختلف التظاهرات والفعاليات التي تحظى باستضافتها الجزائر ويضاف إلى سلسلة انتصارات الجزائر التي تشهد أياما للوغى، وهي تواصل تحت القيادة السديدة للسيد رئيس الجمهورية جهودها المادية والمعنوية الرامية إلى الارتقاء بدور الجزائر وإسهاماتها إلى مراتب أعلى.. فحقّ للجزائريات والجزائريين أن يفتخروا ببلدهم الجزائر التي أضحت شاهدة على النقلات السياسية والدبلوماسية والتحولات الاقتصادية، وعلى قدر عالٍ من التبصر واليقظة، مساهمة بنصيبها في مسعى استكمال دور الجزائر والتصدي له في المنابر والمحافل كافة".
وبتكليف من السيد صالح ڤوجيل، رئيس مجلس الأمة ونيابة عنه وبحضوره يُعْلَنُ عن افتتاح أشغال هذا اليوم البر لماني الموسوم بعنوان "إسهامات المرأة في ترسيخ قيم حفظ السلم والأمن الدوليين: نضالات المرأة الجزائرية في ثورة التحرير نموذجا".
وفي الأخير، أعلن بإسم السيد رئيس مجلس الأمة الموقر، المجاهد صالح قوجيل، عن بداية أشغال اليوم البرلماني.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار،
عاشت الجزائر شامخة، قوية ومزدهرة