كلمة السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة في ندوة بمناسبة افتتاح معرض الجزائر الدولي للكتاب بعنوان: روح ثورة أول نوفمبر المجيدة، الإرث والذاكرة، ألقاها نيابة عنه: السيد أحمد خرشي نائب رئيس مجلس الأمة

كلمة السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة في ندوة بمناسبة افتتاح معرض الجزائر الدولي للكتاب بعنوان: روح ثورة أول نوفمبر المجيدة، الإرث والذاكرة، ألقاها نيابة عنه: السيد أحمد خرشي نائب رئيس مجلس الأمة

07 نوفمبر 2024 / الثقافة البرلمانية, نشاطات نواب الرئيس, آخر الأحداث.

السيدة صورية مولوجي، وزيرة الثقافة والفنون،

السيد محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب،

قامات الثقافة والفكر والأدب، كل باسمه ومقامه،

أسرة الإعلام،

الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني ويشرفني أن أشارك في هذه الندوة التاريخية، التي تنعقد في إطار معرض الجزائر الدولي 2024،.. أنقل إليكم تحيات المجاهد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، والذي يوجه كلمة بهذه المناسبة الكريمة، كلفني بتلاوتها نيابة عنه، هذا نصها:

السيدات الفضليات، السادة الأفاضل،

"أبارك بداية افتتاح معرض الجزائر الدولي للكتاب لعام 2024، والذي يشكل تقليدا ثقافيا دوليا متجددا، يحتضن بين أروقته ورفوفه جوامع العلوم والفنون والمعارف والمهارات ودرر الإبداع الفكري الإنساني، ويشكل كل عام ملتقى حضاريا للكتاب والقراء ودور النشر من مختلف دول العالم، يجتمعون في جزائر العراقة والنهضة والانتصارات، ليوثقوا رباط الفكر والثقافة والوعي، ويجددوا التزامهم تجاه قدسية القلم والكلمة والكتب، ويشحذوا هممهم لمواصلة النضال الثقافي والعلمي من أجل إعمار الأرض والانتصار على مفاسد الجهل والتخلف وجمود الفكر..

أحيي القائمين على هذا الحدث الهام، وأنوه بتخصيص محاور للذاكرة الوطنية في برنامجه الثقافي الثري بعنوان: "محور التاريخ والذاكرة، موعد مع التاريخ"،.. الذي يتماشى والزخم التاريخي الذي تعيشه الجزائر بمناسبة الاحتفال بسبعينية ثورة نوفمبر 54.. كما أحيي شعاره العميق المعبر، ففي الجزائر المنتصرة ماضيا على استعمارها الاستيطاني الشرس وحاضرا على أعدائها وعلى تحدياتها، يقرأ فيها المرء لينتصر على نفسه وعلى كل ما يمنع تطوره وتقدمه في مجالات الحياة، وكل ما يشتته عن طموحاته ويثبط عزيمته ويثنيه عن واجبه تجاه وطنه ومجتمعه..

السيدات الفضليات، السادة الأفاضل،

في الجزائر المنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، يقرأ الناس ومعلمهم التاريخ، ينهلون منه الحقائق ويحيلون عليه المعارف ويستقون منه العبر والسير.. سير الأبطال الأولين وشجعان ثورة التحرير الذين فجروا أعظم ثورة في التاريخ المعاصر، بعد أن وحدوا الشعب تحت راية واحدة وصهروا كل الانتماءات في انتماء واحد للوطن، واختزلوا كل الأهداف التي توزعت على مدى سنوات بين فواعل الحركة الوطنية، إلى هدف وحيد هو الاستقلال..

لقد أعادت ثورة نوفمبر بهجة الانتصارات لوجدان الشعوب المستضعفة والمستعمرة، وأعادت ترتيب موازين القوى وفقا لسلم القيم الإنسانية والشرعية الدولية، ودفعت في ملحمة تاريخية غير مسبوقة أكثر من خمسة ملايين شهيد من أجل الحرية،.. وفي سبعينيتها التي نحتفل بها منذ أيام، نتأكد أن إرثها باق تستحضره الأجيال المتعاقبة بنفس الدهشة والإلهام ونفس المقدار من بهجة النصر...

السيدات الفضليات، السادة الأفاضل،

لقد انطلقت ثورة الفاتح نوفمبر 54 بالكلمة والقلم، من خلال بيان قرأه ملايين الجزائريات والجزائريات ببصرهم وبصيرتهم، وأدركوا مقاصده وطبقوا تعليماته واتخذوه من يومها منهاجا وخارطة طريق، ليس فقط نحو الاستقلال والتخلص من نير الاستعمار، بل نحو جزائر مستقلة مستقرة قوية مزدهرة ودوما منتصرة.. لذلك أقول أن شعار نقرأ لننتصر الذي يرفع في المعرض اليوم، كان رسالة مفجري الثورة إلى الشعب الذي قرأ أسطر البيان الخالد وانتصر فعلا على قوة استعمارية جبارة لم تقرأ حتمية التاريخ والمآل الحتمي للظلم والاستبداد والإبادة عبر آلاف السنين..

لقد فجر الستة ثورة نوفمبر المظفرة بعد أن قرأوا واقع النضال السياسي الذي خاضته الحركة الوطنية بمختلف توجهاتها، وقرأوا نتائجه وانعكاساته وتصدعاته، وحللوا تطوره بعد مجازر الثامن ماي 45.. تلك الجريمة التي نسفت المطالبة السلمية بالحقوق وأثبتت انتهاء صلاحيتها، وأكدت مشروعية ونجاعة الكفاح المسلح حين يتصف الاستعمار الاستيطاني بالتعنت والتجبر والبطش والاضطهاد.. في الفاتح نوفمبر، قرأ العالم أجمع ومعه سلطات الاستعمار رسالة الشعب الجزائري التي حملها البيان وترجمتها تفجيرات عمت كل مناطق البلاد.. لكنه لم يستوعب جديتها وعزمها على تحقيق الهدف مهما كان الثمن، ولم يتبين العزم الأسطوري الذي انطوت عليه تلك التفجيرات وتلك الأسطر الخالدات.. فالاستعمار تلميذ غبي لا يجيد قراءة التاريخ ولا يحسن استنباط الدروس، ولا يقرأ إلا لينهزم.

السيدات الفضليات، السادة الأفاضل،

اليوم، في الجزائر المستقلة المنتصرة، تقرأ الأجيال الجديدة بفهم حقيقي للتاريخ، وتطلع عبره على مآثر وبطولات سلفها من الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار، وتقرأ عن عبقريتهم وبسالتهم والمعجزة التي صنعوها بدمائهم لتنعم هذه الأجيال بالحرية والعزة والأمان في وطنها الحر.. بعد سبعين سنة من اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر، لا تزال روحها سارية فينا، تضخ مبادئها الحياة في كل مناحي حياتنا، وتنير قيمها دربنا شعبا وقيادة نحو مزيد من الانتصارات في مراحل البناء والإصلاح والتغيير، وها هو يخرج من قلب الذاكرة الوطنية ليتجسد في جزائر جديدة مستقرة منتصرة يرسي دعائمها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ركيزتها بيان أول نوفمبر وبوصلتها وصايا الشهداء وتطلعات الشعب، وبنيانها الاقتصادي متين بانتصارها على التبعية وتكريسها لاستقلالها السياسي والاقتصادي، وحرية مواقفها المشرفة تجاه القضايا العادلة في العالم.. لقد أسست الثورة منهجا فكريا تقوم عليه مؤسساتنا وخططنا وسياساتنا، يربط النصر بهوية الأمة الجزائرية، فقد انتصرنا على الإرهاب بفضل هذه العقلية التي لا ترضى الهزيمة للوطن، وانتصرنا على الفتن باستدعاء الوحدة الوطنية التي كرستها الثورة، وبتلاحم الشعب مع الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بحق وجدارة..

السيدات الفضليات، السادة الأفاضل،

ستواصل الجزائر انتصاراتها بعقول الأجيال الجديدة المستنيرة بالعلم والإبداع والفكر السديد،.. لاسيما مع التقدير الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية للثقافة والإبداع الفني، والذي تجلت إحدى مظاهره في تخصيص رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، جائزة رئيس الجمهورية لنوابغ الثقافة والعلوم، وجائزة الدولة للفنون والآداب،.. فتوجه بلادنا نحو اقتصاد المعرفة والابتكار والتكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي يتطلب تظافر جهود أبنائها وتمكين الشباب من المهارات النوعية اللازمة لاسيما وأنهم يقودون اليوم قاطرة اقتصاد بلادنا عبر المؤسسات الناشئة، وكذا، ترسيخ روح نوفمبر في وجدانهم ليحتفظوا بشعلة التفوق والشجاعة والعزيمة ونصرة الحق ويضيفوا لوطننا مكاسب تنموية وريادة وانتصارات جديدة.".

تحيا الجزائر، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

الألبوم

مجلس الأمة، جميع الحقوق محفوظة © 2024 م
Powered by : KYO Conseil