كلمة السيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة موجهة للمشاركين في أشغال المؤتمر السادس لحوار الثقافات

كلمة السيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة موجهة للمشاركين في أشغال المؤتمر السادس لحوار الثقافات

02 مايو 2024 / نشاطات الرئيس, الندوات و المؤتمرات البرلمانية, الدبلوماسية البرلمانية, آخر الأحداث.

لسيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، يؤكد في كلمة موجهة للمشاركين في أشغال المؤتمر السادس لحوار الثقافات، ألقاها نيابة عنه، السيد علي طالبي، نائب رئيس مجلس الأمة بأنّ:

"مسار باكو، قد أضاف لأجندات التنمية ومفاهيم السلم والأمن الدوليين ما ينقصها من بعد ثقافي هام، لاسيما والعالم يمر بتحديات جسيمة، تسودها محاولات سحق الهوية الأصلية للشعوب عبر الاستعمار والاستيطان والتهجير القسري والإبادة الجماعية، على غرار جرائم الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تشكل أصدق نموذج للانعكاسات الكارثية للتزييف الثقافي على السلم العالمي، بعد أن سبقتها إبادة ثقافية من خلال محاولات تهويد القدس وطمس معالم الهوية العربية والإسلامية بهذه المدينة المقدسة"

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

افتتحت يوم أمس الأربعاء 01 مايو 2024، أشغال المؤتمر السادس لحوار الثقافات، بمدينة باكو، بحضور السيد إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، ومشاركة وفد برلماني عن مجلس الأمة يترأسه السيد علي طالبي، نائب رئيس مجلس الأمة...

وفي الندوة البرلمانية المنظمة على هامش المؤتمر بعنوان:" دور البرلمان وأحسن الممارسات لحماية الإرث الثقافي، توجّه، صبيحة اليوم الخميس 02 مايو 2024، السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة بكلمة، ألقاها نيابة عنه السيد علي طالبي، نائب رئيس مجلس الأمة، رئيس الوفد.

حيث أكد على : "أن المؤتمر ينعقد في ظروف دولية عصيبة، تتعطش فيها الإنسانية إلى جرعات هائلة من روح الثقافة التي تضع حدا للتوحش والاستقطاب والتطرف والتعصب وازدراء الأديان...في المقابل، باتت مدينة باكو مرتبطة في الأذهان بحماية قيمة التنوع الإنساني التي تميز الطبيعة البشرية: تعدد الهويات والثقافات وتنوع الحضارات والأديان التي تختلف دون خلاف وتتعارف دون استعداء وتجري بسلاسة بين المجتمعات فتخلق عالما زاخرا بالإبداع والابتكار والتعبير الثقافي الحر".

ويواصل موضحا: "إننا في الجزائر ندرك تماما أهمية التنوع الثقافي الذي نحظى به في مجتمعنا المتكون من عدة ثقافات متنوعة تختلف في العادات واللهجات والأعراف، لتشكل في مجملها الأمة الجزائرية الموحدة والمنسجمة.. نحن نتعامل مع تنوعنا الثقافي كثروة إنسانية حقيقية لها انعكاساتها الإيجابية على التماسك الاجتماعي وتعزيز النمو الاقتصادي، ونعمل من خلال دستور 2020 الذي بادر به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، والذي أقر التعددية الثقافية للهوية الجزائرية، ومن خلال المؤسسات والسياسات والمناهج التعليمية والإعلامية على تكريس هذا التنوع وحمايته... كما ننهل من محيطنا العربي والإفريقي والمتوسطي الذي يثري خريطتنا الجغرافية بخريطة ثقافية ممتدة عبر آلاف السنين..

التنوع الثقافي كان دوما عامل استغلال دنيء من القوى الاستعمارية التي تعمل من خلاله على زرع الفتن وإثارة النعرات الإثنية بهدف تقسيم وإضعاف الدول...وهو في نفس الوقت عامل دعم التلاحم وتعزيز الوحدة الوطنية.. في الجزائر نكتسب تجارب طويلة في هذا المجال، وقد نجحنا في مختلف المراحل المفصلية التي مررنا بها في تاريخنا، سواء ابان كفاحنا المرير ضد الاستعمار أو خلال تجربتنا الرائدة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ... وذلك بتظافر جهود جميع مكونات المجتمع الجزائري من مختلف الروافد الثقافية...نجحنا في الحفاظ على وحدتنا واستثمار ثقافاتنا الإنسانية المتنوعة في خلق أساليب متنوعة لتحقيق نفس الغاية.

فقد عملت الجزائر منذ الاستقلال على وضع استراتيجية لحماية وتثمين موروثها الثقافي سعيا منها لإبراز الهوية الوطنية والمحافظة على المقومات الأساسية للثوابت الوطنية في ظل التحديات الإقليمية والعالمية، حيث تم وضع قانون لحماية التراث الثقافي ونصوصه التطبيقية."

السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، استعرض ما تحقق في الجزائر في هذا المجال موضحا "لقد أسس المشرع الجزائري لقوانين تسمح بإنشاء لجان تختص بحماية هذه الممتلكات لجان استشارية وطنية وولائية وأخرى خاصة، حيث تم انشاء صندوق وطني للتراث الثقافي من أجل تمويل جميع عمليات صيانة وحفظ وحماية وترميم واعادة تأهيل الممتلكات الثقافية العقارية والمنقولة والممتلكات الثقافية غير المادية. إضافة الى التسهيلات الممنوحة للجمعيات ذات الطابع الثقافي، والتي تسعى من خلال عملها ونشاطها الى حماية الموروث الثقافي والتعريف به."

وذكّر السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، الحضور، "أن قمع الحوار الثقافي ومحاولات سحق الهويات الأصيلة للشعوب والمجتمعات، أقصر طريق نحو التطرف العنيف الذي تناهضه الجزائر وفق مقاربة شاملة دعا إليها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بصفته منسق الاتحاد الإفريقي المعني بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وهي قائمة على الأمن والسلم والتنمية، وكذا، المطالبة بإقامة نظام دولي أكثر عدلا وتوازنا، يوفر ضمانات فعالة لاحترام الحقوق ونبذ الإقصاء والعنصرية وكراهية الآخر...

وفي هذا الإطار، توجت مساعي الجزائر لمد جسور التفاهم بين الشعوب، بإعلان السادس عشر ماي من كل عام يوما عالميا للتعايش السلمي.. ولا تزال بلادي تواصل مساعيها لإرساء ثقافة السلم والحوار والمصالحة داخل الثقافة الواحدة وبين مختلف الثقافات...ثقافة لطالما دعت إليها الجزائر لا ترتكز على البعد السياسي والأمني والتنموي فحسب، بل تتضمن بعدا أعمق يجرد الصراع من وقود القيم الثقافية والدينية، وذلك امتدادا لفكر مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر الجزائري، والذي كرس بمواقفه الإنسانية ثقافة التسامح والتعايش بين الشعوب والأديان قبل صدور القوانين الدولية المنظمة للحقوق...

نحيي مجددا مسار باكو، فقد أضاف لأجندات التنمية ومفاهيم السلم والأمن الدوليين ما ينقصها من بعد ثقافي هام، لاسيما والعالم يمر بتحديات جسيمة، تسودها محاولات سحق الهوية الأصلية للشعوب عبر الاستعمار والاستيطان والتهجير القسري والإبادة الجماعية، على غرار جرائم الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تشكل أصدق نموذج للانعكاسات الكارثية للتزييف الثقافي على السلم العالمي، بعد أن سبقتها إبادة ثقافية من خلال محاولات تهويد القدس وطمس معالم الهوية العربية والإسلامية بهذه المدينة المقدسة"..

ليختتم السيد صالح قوجيل، كلمته بالتأكيد على "إن الاستعمار بكافة أشكاله يعتبر أكبر مهدد للحوار الثقافي والحضاري البناء بين الشعوب، وهو أول عقبة أمام تمكين هذا الحوار من التقريب بين الدول وتأسيس منصة حوارية عالمية لمواجهة مختلف التحديات... لذلك أول خطوة نحو تجسيد شعار هذا المؤتمر "دور الهيئات التشريعية وأحسن الممارسات لحماية الإرث الثقافي"، هو العمل على القضاء على هذه الآفة في فلسطين والصحراء الغربية، ومنح الشعوب حقها في تقرير المصير والعيش الكريم في كنف ثقافتها الأصيلة".

ويندرج هذا المنتدى في إطار "مسار باكو"، الذي تأسس عام 2008 بمبادرة من رئيس الجمهورية الآذرية إلهام علييف، إذ يهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم والانسجام ما بين الثقافات، ويشكل منصة للحكومات والمنظمات الدولية والخبراء والأكاديميين، يتباحثون عبرها أفضل الممارسات وأحدث الآليات لتحقيق تواصل بين الثقافات، يساهم في إرساء السلم والأمن الدوليين.

هذا، ويتضمن جدول أعمال الملتقى دراسة ومناقشة عدة محاور من بينها:- الحوار من أجل نهضة ثقافية عالمية،

- الذكاء الاصطناعي - فرصة أم تهديد للثقافة الإنسانية؟

- دور السلطة التشريعية وأفضل ممارساتها في حماية التراث الثقافي،

- دور التعليم وإشراك الشباب في مكافحة التمييز وكراهية الأجانب،

- بناء الثقة من خلال حوار الأديان.

وتجدر الإشارة، إلى أنّ مجلس الأمة، أوفد عضوان للمشاركة في أشغال المنتدى العالمي السادس لحوار الثقافات " مسار باكو".. الذي ترأسته السيدة صاحبة قافاروفا رئيس الجمعية الوطنية لأذربيجان، والمنعقد في الفترة ما بين 01 و03 مايو الجاري، بمدينة باكو (جمهورية أذربيجان)، ويتكون الوفد من السيدين:

- علي طالبي، نائب رئيس مجلس الأمة، رئيس الوفد؛

- أخمادو خافي، عضو مجلس الأمة.

 

مجلس الأمة، جميع الحقوق محفوظة © 2024 م
Powered by : KYO Conseil