مداخلة السيد صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة أمام الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (تلاها نيابة عنه السيد محمد رضا أوسهلة، نائب رئيس مجلس الأمة مكلف بالعلاقات الخارجية)

مداخلة السيد صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة أمام الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (تلاها نيابة عنه السيد محمد رضا أوسهلة، نائب رئيس مجلس الأمة مكلف بالعلاقات الخارجية)

14 يوليو 2024 / الندوات و المؤتمرات البرلمانية, الدبلوماسية البرلمانية, آخر الأحداث.

مداخلة السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة

 أمام الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية 

تلاها نيابة عنه السيد محمد رضا أوسهلة نائب رئيس مجلس الأمة مكلف بالعلاقات الخارجية) 

بومرداس (الجزائر)، 14-24 جويلية 2024)

بسم الله الرحمان الرحيم

السيد حمة سلامة، رئيس المجلس الوطني الصحراوي

 السيد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي 

سعادة سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر

 السيدات والسادة الحضور

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يشرفني المشاركة في الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ممثلا للسيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة والذي يبلغ الجميع تحياته وتمنياته بالنجاح والسداد لهذا التجمع الكريم، وهو يتوجه إليكم بكلمة كلفني بتلاوتها نيابة عنه، هذا نصها: "يسعدني دوما أن أقاسم الشعب الصحراوي الأبي الصامد احتفالاته وانتصاراته، وأن أشارك جبهة البوليساريو ممثله الشرعي فعالياتها الوطنية ونشاطاتها النضالية التي تبقي القضية الصحراوية العادلة حية في الأذهان والضمائر، وتنشر في كل أصقاع العالم صدى كفاح الشعب الصحراوي المشروع ضد احتلال أرضه واستباحة ثرواته وقمع ثوراته المباركة ضد الاستعمار، وتؤكد عبر حضورها الإقليمي والدولي المؤثر إيمانه بحتمية وقرب انتصاره وعزمه وإصراره على تمكينه من حقه الشرعي غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال بكل حرية ودون قيد أو شرط وفقا لأبسط المقومات الإنسانية والقانونية.

إن نشاطات إخواننا الصحراويين تشكل مناسبات جليلة يجتمع فيها أحرار العالم الذين يشكلون القلب النابض في مجتمع دولي اختلت موازينه، وأهينت قوانينه وأرهقته الانتهاكات وأضعفته الخروقات الجسيمة لمواثيقه ومعاهداته.. ومنها لقاء إطارات جبهة البوليزاريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الجامعة الصيفية بالجزائر.. ومن منبرها الكريم هذا، أجدد التأكيد على موقف الجزائر الثابت والدائم واللامشروط، الداعم لنضال الشعب الصحراوي والمساند لحقوقه التي أقرتها المواثيق الأممية وميثاق الاتحاد الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، وأحيبي نضاله ضد العنجهية الاستعمارية المغربية، وصموده البطولي أمام استبدادها وجرائمها وحيل منهجها الاستعماري القائم على الخداع والتزييف والمماطلة.

إننا في الجزائر، ومن خلال مبادئنا التاريخية الثابتة المناهضة لكافة أشكال الاستعمار، وقيمنا الثورية المستمدة من مبادئ ثورة نوفمبر الخالدة... ندرك يقينا أن الاحتلال إلى زوال مهما طال أمده، فنساند أشقاءنا الصحراويين بقلوب مطمئنة إلى نصر قريب، ونجسد ذلك بمساعي سياسية لا تكل، وجهود دبلوماسية لا تتراجع أمام أي ضغط أو ابتزاز أو مساومة أو تحالفات خبيثة.

لقد حددت الجزائر بتوجيه وإشراف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لعهدتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، أولوية إعلاء صوت إفريقيا وأعدت خطة عمل واعدة من أجل تجسيد مطالبها المشروعة ومعالجة الظلم التاريخي الذي تعرضت له وفي مقدمتها إنهاء الاستعمار، وكذا ، مواصلة نهجها نحو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتعزيز دور الأمم المتحدة حتى تتحمل مسؤولياتها التاريخية والأخلاقية والقانونية تجاه الشعبين الفلسطيني والصحراوي... وقد التزمت الجزائر بهذا النهج ولن تتوانى عنه رغم البيئة الدولية المحبطة، ورغم الانتكاسة الخطيرة التي تشهدها حقوق الإنسان في فلسطين والصحراء الغربية، في ظل تكالب مغتصبي الأرض على الشعوب المستضعفة، وافتقار المساعي الأممية للجدية، وفشل آليات الحماية

التي أقرها الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة أمام المقايضات الخسيسة وسياسة الكيل بمكيالين... إنني أعتز في كل مرة باستحضار المواقف المشرفة لبلادي تجاه القضية الصحراوية، والتي يعبر عنها بصدق رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون..... فالجزائر لن تتخلى عن الصحراء الغربية، وستواصل الجزائر الجديدة مسارها الإصلاحي الشامل الذي يكرس السيادة الكاملة على قراراتها حتى لا ترهن حريتها في الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها الصحراء الغربية وفلسطين......

إن تواجد جامعيين ومحاضرين وإطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على أرض الجزائر، في أيام احتفالها بعيد استقلالها واحتفائها بشبابها يذكرني بالمشاركة الطلابية لشباب الجزائر وإطاراتها ونخبتها المثقفة إبان ثورة التحرير المظفرة، وفي إعادة إعمار الجزائر المستقلة، وهو تزامن بليغ يؤكد استعداد الشعب الصحراوي المرحلة جديدة قادمة من تاريخه النضالي العظيم - نراها قريبة ويعبر عن حكمة قيادته في تجهيز وتأطير الشباب الصحراوي الوطني الواعي، من أجل أداء رسالته، والقيام بدوره في بناء مستقبل دولته المستقلة ووضع دعائمها ورفع رهاناتها وتعزيز مؤسساتها والدفاع عن حدودها ومقدراتها وتنمية مجتمعها، واستثمار كفاءاته في صناعة نهضتها وتكريس ديمقراطيتها وتبوينها المكانة التي تستحقها كدولة عربية إفريقية مكتملة السيادة.

شكرا لكم

مجلس الأمة، جميع الحقوق محفوظة © 2024 م
Powered by : KYO Conseil