مساهمة المجاهد السيد صالح ڨوجيل رئيس مجلس الأمة على صفحات مجلة الجيش بمناسبة الذكرى الـ3 لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي

مساهمة المجاهد السيد صالح ڨوجيل رئيس مجلس الأمة على صفحات مجلة الجيش بمناسبة الذكرى الـ3 لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي

11 أغسطس 2024 / نشاطات الرئيس, آخر الأحداث.

شعب وجيش.. تلاحم من أجل الجزائر

الجيش الوطني الشعبي عماد الأمة

وقرة أعين الجزائريين جميعا "مومو العين "

      تحتفل الجزائر بالذكرى الثالثة لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، التي تتزامن مع تاريخ 4 أوت من كل سنة، الذي أقره رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، ذكري تحوير جيش التحرير الوطني الذي أدى الأمانة واستعاد السيادة، ووفي بوعد نوفمبر بتحريره البلاد من براثن استعمار استيطاني شرس، استهدف الأرض والإنسان والهوية، إلى الجيش الوطني الشعبي الذي صان الأمانة وحفظ عهد الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار، وحقق ما نص عليه بيان أول نوفمبر 1954، عبر بناء الجزائر الحرة المستقلة، والدفاع عنها وحماية حدودها وتكريس قوتها وتعزيز  استقرارها، والذود عن أمان شعبها، والحفاظ على وحدتها الوطنية.

      لقد استحق الجيش الوطني الشعبي أن يكون السليل للأصيل بحق وجدارة، وأن يوسم بالجيش الأمة، فهو المؤسسة العسكرية المتفردة في سلميتها وفي تألفها العظيم مع كافة فئات الشعب، لأنها جزء منه ونشات من رحم آلامه في سنوات الجمر والماسي إيان مرحلة الاستعمار القاسية، وقامت على ارت تاريخي مجيد زاخر بالإنجازات والتضحيات والانتصارات التي صنعتها العبقرية العسكرية الجزائرية الخالصة.

الجيش الوطني الشعبي متصل دائما بالشعب والوطن

لقد شكل قرار أن يكون الرابع من أوت يوما وطنيا للجيش الوطني الشعبي من طرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون، مبادرة حكيمة أنعشت الذاكرة الوطنية وأحيت يوما عظيما لم يحظ قبلا بما يليق به من تقدير وإجلال رغم ما يحمله من دلالات عميقة، ففي الرابع أوت 1962، تغير الهدف بعد أن تحققت الغاية، وانبثق جيش جديد عن جيش تليد وھما فيا لواقع جيش واحد مّر من الحرب الى السلام، واجتاز خط الجحيم الى نعيم الحرية، وفي ذلك اليوم، تغيرت تسمية الجيش بعد أن تغيرت مھامه ليتخذ مسمى "الجيش الوطني الشعبي  "ليبقى على الدوام متصلا بالشعب والوطن.      

     وها هو اليوم يشهد مرحلة القوة والتنمية والازدهار وتعزيز الحريات وسيـــادة الـــقـــانون، في الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ويضطلع فيها بدوره الدستوري لمواجهة التحديات، والمساهمة في استكمال بنائها وتكريس ديمقراطيتھا وحماية ثمار إصلاحاتها بعد حراك مبارك عزز تلاحم الشعب والجيش، وأسس علاقة فريدة ونموذجا جديدا لم يعرفه العالم من قبل بين المواطن ومؤسسته العسكرية، وهو ما ترجمه إعلان الثاني والعشرين فبراير من كل عام يوما وطنيا للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية. 

الجزائر قوة موحدة

إن الجزائر الجديدة بإنجازاتها ومكاسبها العظيمة، ونهضتها الاقتصادية التي جرفت في طريقها الفساد ومناهج التسيير البائدة، وبأفاقها الواعدة التي جندت لها الدولة إمكانات ضخمة تؤطرها إرادة سياسية صادقة نحو التغيير الفعلي والتجديد الفعال، وكذا، برهانات محيط إقليمي متوتر، ومحيط دولي ينحدر نحو المجهول، تستند اليوم أكثر من أي وقت مضى على جيشها الوطني الشعبي للقيام بمهامه السيادية وحماية المواطنين والمؤسسات في الجمهورية الجديدة، ومكافحة فلول الإرهاب والدفاع عن هيئتها وحرمتها الترابية وذلك اعتمادا على احترافيته، وجاهزيته القصوى، وعصرنة عتاده وتطوير قدراته ومنظومة أسلحته، والتي تعد ثمرة إستراتيجية وطنية لتحديثه، باشرتها الجزائر الإمداد جيشها بكل الآليات التكنولوجية الملائمة لعصر المعرفة والرقمنة والذكاء الاصطناعي، وتمكينه من كافة الوسائل التي تمكنه من أداء دوره الريادي في الجزائر الجديدة، ومواصلة الوفاء بعهد نوفمبر والعمل بقيمه السامية استكمالا لرسالة الشهداء والمجاهدين صونا لأمانتهم وتحقيقا لتطلعهم إلى جزائر قوية موحدة مستقرة ومهابة.

     من هذا المنطلق، من واجبنا جميعا أن نثمن إقرار "اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي باعتباره مناسبة للفخر والامتنان تجاه الجيش، كما سيظل بلا شك فرصة سنوية لتعزيز التواصل وتمتين التضامن بين الشعب والجيش خاصة من فئات الشباب والطلبة ليتعرفوا على إنجازات هذه المؤسسة العريقة في مختلف المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا العسكرية وتطوير الصناعة العسكرية، وكذلك القوة المتنوعة المتاحة لدى قواتنا العسكرية من اجل صد الأعداء في أي وقت ومكان.

ونحن نعتبر بكل صدق وأمانة، أن الجيش الوطني الشعبي هو مصدر اعتزاز لكل الجزائريات والجزائريين بالنظر لما حققه على أصعدة عدة، ووقوفه بكل عزم إلى جانب أمته، في كل المحن والأزمات التي واجهت البلاد، الأمر الذي أكد مدى تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتطابق رؤيتهما للمستقبل خدمة للوطن والذود عنه في كل الظروف.

إن هذه الرابطة المتميزة والمميزة والفريدة من نوعها في العالم التي تربط الشعب الجزائري بجيشه، تعزز بكل يقين دعائم وركائز الدولة الوطنية الديمقراطية والاجتماعية، لأن الجيش الوطني الشعبي يمثل بحق العمود الفقري للدولة الجزائرية، فضلا عن كونه الضامن الدستوري لوحدة وسيادة البلاد، لذلك نقولها بفخر واعتزاز أن الجيش الوطني الشعبي هو عماد الأمة وقرة أعين "مومو" العين" الجزائريين جميعا.

لقد زادت هذه الرابطة جيش أمة من مناعة الدولة الوطنية وعززت من مقدرة الجزائر لمجابهة التحديات الراهنة وحماية أمن الوطن، بفضل جيشها الأبي الساهر على حدود البلاد وأمنها، كما تزداد أهميتها يوما بعد يوم في مجابهة الرهانات المطروحة، ولا سيما في ظل التحديات الجيوسياسية والأمنية التي تميز منطقة المغرب العربي والساحل الإفريقي والبحر المتوسط باعتبارها فضاءات جيوسياسية تندرج ضمن المجال الحيوي لبلادنا، مما يتطلب تمتين هذه الرابطة المميزة والهامة لتقوية الجبهة الداخلية.

اسمی درجات الوطنية والتضحية

ويبدو واضحا أيضا أن النجاح الذي حققه الجيش على أكثر من صعيد، لم يكن ممكنا ليتأتى لولا اتخاذه لجيش التحرير الوطني كقدوة في الولاء للوطن والإخلاص له، ولولا التحلي بالإرادة اللازمة لخدمة البلاد والعباد وبقيم الإصرار والانضباط والوفاء لرسالة الشهداء من أجل رفع التحدي والرقي بأداء قواتنا المسلحة إلى مستوى المهام الدستورية الموكلة إليه، كما تحقق تطوره الكبير بفضل إستراتيجية التكوين المنتهجة من طرف مؤسسة الجيش الوطني الشعبي في تحضير وإعداد الإطارات كونهم الحاضر والمستقبل، لا سيما وأن الخطوات العملاقة التي خطاها الجيش الوطني الشعبي في السنوات الأخيرة، سمحت برفع مستوى التدريب والتحضير، مما أثر إيجابا على القدرات القتالية الفعالة والجاهزية العملياتية العالية التي باتت تتمتع بها مختلف قواته، جوا، برا وبحرا، تكيفا مع حجم التحديات الواجب رفعها وحسب طبيعة الرهانات الملزم كسبها، ذلك، ما ينبغي علينا جميعا تثمينه والتنويه أيضا بالروح الوطنية العالية والتحلي بقيم التضحية ونكران الذات، والوفاء للوطن لدى كل منتسبي الجيش الوطني الشعبي. وعليه، نقول أنه بالأمس تشبعت ثورة نوفمبر المظفرة بوقود شعبي حي متعطش للحرية ومشبع بالوطنية أنار شعلتها الخالدة، والتي تزداد توهجا اليوم في الجزائر النوفمبرية الجديدة، التي تم خلال السنوات الأربعة الأخيرة إرساء دعائمها من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لتغدو دولة مهيبة أساسها استقرار الصرح المؤسساتي ودبلوماسية نشطة واستباقية، واقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة القائمة على العلم والتكنولوجيا والابتكار والإبداع والتقنيات الحديثة وبنهج اقتصادي جديد متنوع المصادر، وتنمية مستدامة تقودها الكفاءات العلمية.

فمهما اختلفت الرؤى، فهي لا يمكن أن تطرح أي إشكال طالما كان الهدف والمبتغى الأساسي لدينا جميعا هو خدمة الجزائر وما أدراك ما الجزائر، وطالما بقيت مرجعيتنا الجوهرية نوفمبرية نستلهم منها مبادئنا ومعالمنا في هذا العالم المتقلب.

وعلى هذا الأساس، جاز لنا القول إن الجزائر المستقلة في قراراتها والسيدة في خياراتها والثابتة في مواقفها المبدئية، ماضية قدما وبقناعة كبيرة في مشروعها الوطني الكبير، الرامي إلى مواصلة بناء الجزائر الجديدة التي يتم فيها تمكين كافة شرائح الشعب الجزائري من العيش في كنف الكرامة والأمن والأمان والاستقرار. نعم، هي الجزائر المفتخرة بماضيها العريق والتواقة إلى مستقبل مشرق، والتي تعمل على ربط أواصر التعاون والصداقة مع الكثير من الشركاء في إطار مصالح متقاسمة واحترام متبادل.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار،

دامت الجزائر قوية، مستقرة ومزدهرة
 

الألبوم

مجلس الأمة، جميع الحقوق محفوظة © 2024 م
Powered by : KYO Conseil